*الدبلوماسية الفلسطينية كأوراق الخريف باتت تتهاوى*


*بقلم م. زهير الشاعر*
🇵🇸غزة-١١/٩/٢٠١٧-أخبار اليوم الفلسطينية
 قبل أن أبدأ مقالتي هذه حول
الدبلوماسية الفلسطينية ، يجب الإشارة إلى أنه على ما يبدو أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس مصراً على أن يمضي قُدُمَاً في تفتيت الوطن ، وفي تحدي مشاعر أبناء شعبه ، فكيف لا، وهو الذي لازال يضرب القانون عرض الحائط حتى وصلت جرأته في احتقار كل ما هو عمل مؤسساتي، مما أدى إلى  التساؤل من هو الحاكم الفعلي لمؤسسة الرئاسة ومن الذي يضلله ليقوم بهذه الإجراءات غير القانونية،  ويشجعه على تجريد العمل الوطني والمؤسساتي من معناه، فصقل كل أفعاله بعنوان الديكتاتورية التي بلغت المدى الأقصى من القدرة على تحمل الشعب الفلسطيني المزيد منها.
هنا بما أننا سنتحدث عن الدبلوماسية الفلسطينية ، لابد من الإشارة أيضاً إلى أنه خرج علينا قبل عدة أيام ذيل وقح من ذيول الدبلوماسية الفلسطينية المتهاوية ، وهو صغير لا يجيد إلا لغة التخوين  لحساب الحاكم والمسئول ولمن يتحكم بالترقية والراتب، وهو السفير زهير الحمد الله دار زيد ، وذلك ليهاجمني بدلاً من أن يحاججنني ، ويخونني بدلاً من الإجابة على أسئلتي بالمنطق ، ويفتري علىُّ بما لا نعرفه عن أنفسنا، متجاهلاً بأن إسمي يسبقني في وطني.
مع ذلك سأترفع في هذا المقام عن الرد عليه بناءاً على دعوات كثيرة قد وصلتني طوال اليومين الماضيين تناشدني بعدم الانزلاق في هذا المستنقع الآسن،  خاصةً أنه يهدف لحرف البوصلة بعيداً عن الملفات الدسمة الكبيرة ، وذلك بعدم الرد على ما جاء في سياق مقالاته التي أعتبرها وضيعة بكل معنى الكلمة ، بالرغم من إيماني بأن له الحق في أن يُعَبر فيها عما يريد وكيفما يريد ، وهذا نتاج فكرٍ علمتني إياه بلد تثير لديه حساسية غير مفهومة .
لكن بالمقابل وجدت أنه من المناسب أن أدعوه هنا للإجابة على أسئلتي التي وردت في مقالاتي التي أثارته وأثارت أسياده،  ومن ثم الطلب منه الابتعاد عن لغة الردح التي يستخدمها،  وعوضاً عن ذلك إثبات ما زعمه  من فجورٍ عني وعن لجان التحقيق التي تعرضت لها حسب مزاعمه الفاجرة، بدلاً من البحث عن المزيد من الصبية الزعران لمهاجمتي عبر وسائل التواصل الاجتماعي بهدف تشويه سمعتي ، أو الدفاع عن فساد أفراد أضاعوا الوطن ونهبوا مقدراته، لأنه لا يوجد عندي متسع من الوقت للسقوط في مستنقع الصغار من أمثاله ، فعفن سلوك الكبار وغدرهم يحتاج الوقت  والمتابعة والفكر والجهد والطاقة ، وهذا لا يغفل أنه من حق هذا الصغير أن يذهب بعيداً للبحث عن كبار يناكفهم ممن على ما يبدو بأنهم سببوا له عقدة نفسية أبدية ليجد له لربما مكان يرتقي بمستواه ،  ظناً منه بأننا سنكون صغارا مثله ليحاججننا بطريقته السوقية التي تتلاءم وفكره المهزوز.
من هنا ، نقول لهذا وغيره ، بأنه مما لا شك فيه أن الإعلان عن استقبال بعض ممثلي الدول وقبول أوراق اعتمادهم من قِبَل وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني د. رياض المالكي هو أمر جيد ، يُشعرنا بالأمل وبأن فلسطين باتت في مصاف الدول كاملةٍ السيادة،  بالرغم من أنها محتلة،  وبأن ما نراه ليس مسرحية وضيعة!،  إن لم نكن نضاهي الدول المتقدمة خاصة إن تم إعفاء هؤلاء الدبلوماسيين أيضاً من الجمارك والضرائب ككرم ضيافة!.
لكن هذا لا يعفينا من التساؤل حول ما هي الإنجازات التي حققها د. رياض المالكي منذ أن تبوأ منصبه هذا كوزيرٍ للخارجية ، سوى إدلائه بتصريحات جلها متناقضة  وكلها نظرية وإنشائية بحتة فقط ، مثل طالبنا وسنذهب وسنحاكم وسنعلن ولدينا استراتيجية واتفقنا على تشكيل لجان وزارية والتقينا وزير الخارجية هذا وغيره وسافرنا كل دول العالم شرقها وغربها ، شمالها وجنوبها وصرفنا على ذلك ميزانيات ضخمة والنتيجة صفر بالمحصلة ، لم يلتمس جدواها ومصداقيتها  أحد حتى يومنا هذا ، وبذلك لبسنا الشعب الفلسطيني خازوق عمره الأبدي وبذلك أتممنا المهمة التي جئنا من أجلها!.
بالمقابل يستطيع أن يقول لنا وزير الخارجية الفلسطيني هذا،  بأنه أنجز الكثير الذي لا نستطيع أن ننكره عليه وذلك من خلال أمور إدارية بحتة مثل ، عين ورقى وفصل ورفع ودمر وحجم وخَوزَق، وكل هذا يأتي في سياق المجال الإداري البحت من المفترض أنه يدرك بأنها أمور ليس من مهامه ووظيفته في الأساس ، ومع ذلك يبدو بأن هذه هي إمكانياته المهنية المحدودة التي يجيدها بجدارة .
هذا لا يغفل حقيقة أن إمكانياته على ما يبدو في مجال البيزنس في كل من دول جنوب شرق أسيا ودول آسيا الوسطى ودول أمريكا اللاتينية هي عالية المهنية ويُقال بأنها مثار إعجاب لدى مرؤوسيه الذين حافظوا على بقاءه في منصبه بالرغم من الرفض الوطني والشعبي والرسمي  العام له،  وذلك على مدى مرور ثماني سنوات من الفشل والكذب والخداع مارسها بكل احتراف، ولكن للأسف الشديد والسؤال هنا هو هل كان يعتقد بأننا سنُقْنِع أنفسنا بأن هذه الإمكانيات تصب في الصالح الوطني العام أم  هي كانت ولا زالت مُسَخَرَةٌ من أجل خدمة المصالح الشخصية والفردية فقط؟!.
لذلك كان واضحاً بشكل لا جدال فيه ، بأن هم الوطن عند هذا وهؤلاء من المنتفعين بات بعيداً ، حيث أن ساحة الهند لم تعد صديقة للشعب الفلسطيني ، دول أمريكا اللاتينية لم تعد متماسكة في دعمها للقضية الفلسطينية ، دول أفريقيا لم تعد صلبة في مواقفها كما كانت اتجاه القضية الفلسطينية ويبدو بأن دول أسيا الإسلامية وغيرها ستكون كذلك في موقفها ، وستقتصر على لجان وزارية ومنح دراسية سيجلبها بعد معه كما سيحصل خلال زيارته المرتقبة إلى سنغافورة يوم 17 سبتمبر الجاري.
لا بل بعد مرور ثلاث سنوات على البدء في ملف محكمة الجنايات الدولية الذي صُرِفَت عليه الملايين من الدولارات،  لم يُقَدِم هذا الوزير فيه شيء يُذْكَر ، أما ملف وعد بلفور فكان رد بريطانيا على خزعبلاتهم وهي إحدى الدول المانحة الرئيسية للشعب الفلسطيني
 في فترة من الفترات صديقة ومساندة لمواقفه في المؤسسات الدولية ، اتخذت قراراً مؤخراً بناءاً على أوهامهم ومتاجرتهم بالقضية الفلسطينية بسَحب كل المزايا الدبلوماسية التي كانت ممنوحة سابقاً لبعثة فلسطين في لندن.
أخيراً نستطيع القول بأن هذه هي الإنجازات الوهمية الهائلة التي حققها رياض المالكي طوال سنوات تبوئه منصبه كوزير للخارجية الفلسطينية مما جعل الدبلوماسية الفلسطيني كأوراق الخريف تتهاوى وهو من هدم كل ما تم بناءه في تاريخ الدبلوماسية الفلسطينية، بعد أن بنى أسلافه الكثير بالرغم من اختلاف الظروف والتحديات والإمكانيات التي واجهته وواجهتهم وتوفرت لهم وتوفرت له،  بغض النظر عن التحفظ على بعض سلوكياتهم إبتداءاً من فاروق القدومي ونبيل شعث وناصر القدوة وغيرهم .
تنويه : لن تنحرف بوصلتنا عن حلقات ملفات غائبة المتعلقة بالحقائق الغائبة عن الرأي العام بخصوص الصندوق القومي الفلسطيني،  مهما تغابى الصغار من المدافعين عن الباطل ، ولكن قبل الدخول بسرد أمور موجعة ، أود الإشارة إلى أن مستشفى الهلال الأحمر الفلسطيني بات موجوعا ومتهالكاً،  ويئن من الفساد الذي يفترس إداراته ، فيا تُرى ما هو موقف الصندوق القومي ومديره العام من هذا الأمر قبل الدخول بالتفاصيل؟!.  


شاركه على جوجل بلس

عن محمد المصري

    تعليقات بلوجر
    تعليقات فيسبوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق

اخبار اليوم الفلسطينية ترحب بك

code

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة

بحث هذه المدونة الإلكترونية